قامت المؤسسة الوطنية للنفط، اليوم الموافق 13 مارس 2019 بمقرّ المعهد العالي لشؤون الطاقة باجخرة، بعرض نتائج الدراسة البيئية الشاملة في منطقة الواحات، والتي استغرقت 20 شهرا، وذلك لتبديد المخاوف التي تنتاب سكان المنطقة إزاء مستوى التلوّث البيئي، و تحديد المسائل المثيرة للقلق، والاصلاحات التي يمكن القيام بها، ان اقتضت الحاجة. وقد تضمنت هذه الدراسة، التي تم اجراؤها بالاشتراك مع الهيئة العامة للبيئة في ليبيا، دراسة جيولوجية وهيدرولوجية، إضافة إلى تقييم لجودة الهواء، و دراسة لخصائص المياه المصاحبة والجوفية .
وصرّح السيد خالد بوخطوة، المدير العام للإدارة العامّة للسلامة والبيئة والأمن والتنمية المستدامة بالمؤسسة، قائلا: ” لقد تمّ القيام بهذه الدراسة استجابة للتساؤلات التي تنتاب المجتمع المحلّي. ولئن كانت أغلب المخاطر البيئية موجودة ومتراكمة منذ فترة زمنية طويلة ، إلا أن توصيات الدراسة ستؤدي الى توفير بيئة نظيفة بالمنطقة . وستستمر المؤسسة الوطنية للنفط في دعم المبادرات الرامية إلى تحسين “المستويات المعيشية” في المنطقة، كجزء من برامج التنمية المستدامة التي تنفذّها في المناطق المجاورة لعملياتها”.
وقد كشف التقرير أنّ الملوثات البيئية في المنطقة تقع في حدود المعايير الدولية المقبولة، كما أكّد على عدم وجود أي أثر لنشاط اشعاعي داخل المنطقة، أو لتركيز للملوثات الجوّية يتجاوز المعايير الدولية. كما اتضّح بأنّ المياه الجوفية بالمنطقة لم تتأثر بالطرق المتبعة حاليا للتخلص من “المياه المصاحبة” المستعملة في عمليات الانتاج.
كما سلّط التقرير الضوء على ثلاث مسائل مثيرة للقلق، وهي كالآتي:
-وجود تلوث جرثومي وتلوث بمركب النترات في مياه الآبار بالمنطقة، وذلك بسبب تلوث مياه الصرف الصحي؛
-تسجيل تركيز عال من غاز الأمونيا ناجم عن الأنشطة الزراعية، إضافة إلى تركيز عال نسبيا من ثاني أكسيد النيتروجين ناجم عن النقل وعمليات الحرق؛
-تأثير الطريقة المتبعة سابقا للتخلّص من المياه المصاحبة في تلوث التربة المحيطة ببرك التبخير.
وتوصي الدراسة بتنفيذ مشروع لإدارة المخلفات المشعة، يتطابق مع المواصفات البيئية المعتمدة للتخلص النهائي، إضافة إلى تحسين كفاءة وحدات الفصل و إدارة مهنية للتخلص من المياه المصاحبة.
وسعيا منها لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة في المنطقة، تعهدت المؤسسة الوطنية للنفط بتنفيذ المبادرات التالية:
-تحسين كفاءة عمليات الحرق، مع التسريع في تنفيذ المشاريع الخاصّة بحقن المياه المصاحبة، باعتبارها الطريقة الأساسية للتخلص من مخلفات الإنتاج؛
-التعجيل في إزالة النفط المتجمّع في برك التبخير.
وفي متابعة فورية للدراسة، قامت المؤسسة الوطنية للنفط بإعداد خطة عمل تتضمن مشاريع محددة للقيام بتحسين الأداء البيئي بالاشتراك مع الادارات المختصة بالشركات المعنية بالدراسة تحدد الخطوات الأخرى التي يتعيّن اتخاذها للتخفيف من الآثار البيئية، بما في ذلك وضع مخطط زمني للوصول إلى مرحلة إيقاف الحرق بالكامل، وانشاء مختبر رصد بيئي بالمنطقة.
وقد حضر العرض رؤساء المجالس البلدية، وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد، إضافة إلى عدد من ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
نقلاُ عن المؤسسة الوطنية للنفط